الجمعة، 20 سبتمبر 2013

أرقام قياسية تنادي من يحطمها!

نشرت من طرف : محمود سهيل الحلو  |  في  3:52 ص

مقالة من جريدة الدستور للكاتب " احمد المطري "
تاريخ النشر : 07-02-2013



بقيت رياضة العاب القوى (أم الألعاب) إلى عهد قريب مصدر اعتزاز للرياضة الأردنية بقاعدتها الواسعة ومنافساتها الساخنة التي أنتجت أبطالا وبطلات حصلوا على العديد من الميداليات وسجلوا أرقاما قياسية ظلت صامدة حتى اليوم وبات من تحطيمها ، ونذكر منهم: ندى قعوار، فخر الدين فؤاد، آلاء عبد الهادي، آمنة عودة،جهاد البلوي، أحمد الهمشري، عواد سريس وعائلة المطري وغيرهم.

وشهدت فترة نهاية الثمانينيات ونهاية التسعينيات من القرن الماضي طفرة بتسجيل الأرقام القياسية الأردنية في مسابقات ألعاب القوى على مستوى الرجال والنساء وهذه الأرقام ما تزال صامدة لغاية الآن بالرغم من توقف واعتزال جميع اللاعبين الذين سجلوا وها نحن نبدأ موسم 2013 و ما تزال المؤشرات تدل على صعوبة تحطيم أي رقم منها في المستقبل القريب.

أم الألعاب بين زمنين

هي عشرون عاما إذن، استحقت لقب "الفترة الذهبية" لألعاب القوى الأردنية امتدت من نهاية الثمانينات ولغاية نهاية التسعينيات وقد تعاقبت على هذه الفترة مجالس إدارات اتحاد متنوعة بدءاً من فترة رئاسة المرحوم نظمي السعيد وحتى رئاسة المهندس فؤاد القدومي.

وبالرغم من الميزانية المتواضعة جدا لاتحاد ألعاب القوى في تلك الفترة والتي كانت لا تتجاوز عشرين أو ثلاثين ألف دينار في العام الواحد و يتقاضى لاعب المنتخب الوطني مبلغ (12) دينارا شهريا فقط، كانت هنالك قاعدة واسعة من اللاعبين واللاعبات يتمتعون مستويات فنية وبدنية عالية في ظل عدم وجود الدورات التدريبية وأعداد المدربين كما هو الآن .

ولعل وجود منافسات وبطولات قوية وعلى امتداد فترات إعدادية طويلة في تلك الفترة مثل دوري الأندية الذي أقيم عام (1988) بمبادرة من المرحوم نظمي السعيد، والذي أقيم بشكل غير مسبوق حيث امتد ثمانية أسابيع تلتقي فيها الفرق المشاركة بشكل ثنائي ويتقابل متسابقوها في كل فعالية ليحتسب للفائز ثلاث نقاط وللخاسر نقطة وللمنسحب لا شيء وكذلك بطولة السيف الذهبي في كافة مسابقات العاب القوى التي شهدت تنافسا ساخنا ومثيرا بين أبطال الاتحادات الرياضية للقوات المسلحة وللشرطة وللدفاع المدني الأمر الذي انعكس إيجابا على تطور العاب القوى وعلى توسيع قاعدتها.

وهذا بطبيعة الحال أوجد قاعدة جماهيرية مثلما أسهم بنشر ألعاب القوى وثقافتها وتوسيع قاعدتها واتضح ذلك من خلال تواجد أهالي وأصدقاء اللاعبين على المدرجات وحرصهم على وتجلت أم الألعاب من خلال أجراء بعض فعاليات ألعاب القوى بين شوطي مباريات كرة القدم الجماهيرية. وسجلت في تلك الفترة أغلى الأرقام الذهبية القياسية بالرغم من عدم وجود التكنولوجيا الحديثة والتطور الكبير الحاصل في علم التدريب الرياضي والتغذية والاستشفاء والطب الرياضي إضافةً إلى وسائل التدريب الحديثة من أدوات ونوعية المضامير والأحذية والألبسة الرياضية.

إن صمود الأرقام الأردنية لفترة تزيد أو تقل على (20) عاما يدفعنا الى مواجهة السؤال الكبير أين الخلل؟

ولعل عدم وجود المدرب المحلي المؤهل لتدريب وتطوير لاعبي "النخبة" الذين انتقلوا من فئة الشباب إلى "الكبار" والذين يعوّل عليهم في تحطيم الأرقام القياسية وإحرازا لميداليات العربية والآسيوية والعالمية إضافة إلى اكتفاء المدرب المحلي لتدريب فئة الناشئين وفئة الشباب لسهولة تطوير هذه الفئة وحصولها على انجازات على المستويين المحلي والعربي والاصطدام بالواقع والمستويات القوية عند دخول هذه الفئة حيّز الكبار سواء على مستوى الرجال أو النساء يعد احد السباب الرئيسة لبقاء الأرقام القياسية صامدة لفترة زمنية طويلة.

وإذا ما أخذنا بالاعتبار تركيز بعض المدربين على تدريب الألعاب " الضعيفة فنياً " أو تدريب " فئة الفتيات" لغاية إحراز الميداليات "الوهمية" على المستوى المحلي أو العربي دون النظر الى الأداء الفني أو الرقم المسجل إضافة إلى الخلل عند وضع برامج البطولات على روزنامة الاتحاد سواء باختيار توقيت البطولة وقربها أو بعدها من فترة الإعداد العام أو الخاص أو المنافسات، فإن ذلك كله لا يسهم بتحقيق انجازات كبرى وتحطيم الأرقام والأزمنة القياسية بخاصة في ظل قلة عدد البطولات المحلية إذا ما تم قياسها ببطولات الدول الأخرى التي تزيد على (20) بطولة خلال الموسم الواحد.

وهنا تبرز أهمية التخطيط لإنفاق الميزانية على الوجه الذي يسمح بتطوير لاعبي "النخبة" الكبار والقدرة على تحطيم الأرقام القياسية الصامدة لمدة طويلة وزيادة الاهتمام بالتركيز على اللاعبين "الأفضل" من فئة اللاعبين الكبار "النخبة" سواء من الرجال أو السيدات الذين أثبتوا وجودهم على الساحة من خلال تحقيق الأرقام التأهيلية أو اختيارهم نظراً لموهبتهم الواضحة فعند ضمهم للمنتخب الوطني ينتهي كل شيء فليس هنالك مناقشة لخطة المدرب وتوقعاته المستقبلية للاعبه وعدم إشراكهم بمعسكرات طويلة للاستفادة من تجارب الآخرين وتبادل الخبرات.

ما تشهده ألعاب القوى حالياً لا يبعث على الارتياح وينذر ان لم تتم معالجة السلبيات على الفور بمستقبل مظلم لها من ناحية إحراز البطولات والمراكز المتقدمة و تحطيم الأرقام القياسية ، يستدل على ذلك انحسار قاعدة ممارسي اللعبة وقلة بطولاتها وعدم حماس أنديتها وعدم توافر الأجهزة اللازمة والمكان المناسب للتدريب وعدم ظهور أبطال جدد وتحطيم للأرقام القياسية الصامدة منذ أجيال عديدة كما تم ذكره سابقاً وهذا كله يتطلب الوقوف طويلاً لإيجاد الحلول الناجعة.

ان تطور أم الألعاب لا يكون فقط على الصعيد الفني بل هو مرتبط بالصعيد الإداري، فالإدارة القوية المنظمة القادرة على التخطيط والتي تعمل بشفافية مع الجميع وتبذل جهوداً لافتة لتوسيع قاعدة اللعبة من خلال مراكز الواعدين وتطوير بطولاتها وزيادتها ورعاية أبطالها لتكون قادرة على وضع مسار ألعاب القوى الأردنية على درب النجاحات لتمضي أم الألعاب نحو تحقيق طموحات متابعيها وبدون ذلك ستبقى ألعاب القوى الأردنية تتخبط وتمضي في طريق لا يحمد عقباه.

الأرقام الصامدة لفئة الرجال

(400م حواجز /اللاذقية/1993) ,( العشاري/اربد/1999) مسجل بإسم اللاعب حسن أبو نجم، (800م/أمريكا/1993) , (1500م/اللاذقية/1992) ,( 3000م موانع/ألمانيا/1990) مسجلين بإسم اللاعب جهاد البلوي , (5000م/هيروشيما/1994 ),( 10000م/هيروشيما/1994) مسجلين بإسم اللاعب عواد سريس , (الماراثون/اسبانيا/1989) مسجل بإسم اللاعب أحمد الهمشري , (الوثب العالي/عمان/1991) مسجل بإسم اللاعب فخر الدين فؤاد , (الوثب الثلاثي/اربد/2000) مسجل بإسم اللاعب محمد عبد الباقي (10كم مشي/عمان/1991) مسجل بإسم اللاعب عواد سيار , (20كم مشي/اليابان/1995) مسجل بإسم اللاعب معين طه , (رمي الرمح/اربد/1995) مسجل بإسم اللاعب خالد جبر , (التتابع 4*100م/بغداد/1994 ), (4*400م/القاهرة/1989) مسجل باسم المنتخب الوطني.

الأرقام الصامدة لفئة النساء.

(14 رقم) وهي : (800م/القاهرة/1995) مسجل باسم اللاعبة عالية المطري , (1500م/الكويت/1983) مسجل باسم اللاعبة خديجة المطري , (3000م/عمان/1998) ,(5000م/بغداد/1997) , (10000م/ألمانيا/1994) , (نصف الماراثون/بيروت/1997) مسجل بإسم اللاعبة أمل المطري , (الجلة/أمريكا/2000) , (القرص/أمريكا/1998) , (المطرقة/أمريكا/1998) مسجل بإسم اللاعبة ندى قعوار , (10كم مشي/اربد/1999) منال زياد , (الوثب العالي/اربد/1993) سهاد حداد , (رمي الرمح/بغداد/2000) فاتن البخيت , (التتابع 4*100م/دمشق/1987) , (4*400م/اللاذقية/1992).

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 comments:

back to top