السبت، 31 أغسطس 2013

الاستشفاء. (2) الجزء الثاني

نشرت من طرف : محمود سهيل الحلو  |  في  11:28 ص

 الجزء الاول
 -------------------------------------------------
هناك بعض العوامل التي تؤثر في طول زمن الاستشفاء بعد أداء الوحدات التدريبية إذ تكون أسرعها واقصرها بعد أداء الوحدات التدريبية المخصصة لتطوير صفة السرعة والقوة المميزة والتوافق وتحسين الأداء الفني والخططي فقد تتراوح ما بين (2-3) أيام وباستعمال الأحمال التدريبية الكبيرة أما بعد الوحدات التدريبية والمخصصة لتطوير مختلف أنواع التحمل فتمتاز بكونها أطول الفترات للاستشفاء إذ تتراوح ما بين (5-7) أيام لاسيما بعد أداء الوحدات الخاصة بالتحمل الهوائي.

الاستشفاء بالوسائل الغذائية

تعد التغذية الجيدة والمتوازنة والمناسبة لنوع الجهد المبذول إحدى العوامل المهمة لرفع مستوى الكفاية البدنية وزيادة سرعة عمليات الاستشفاء ومقاومة التعب .

ويتطلب تهيئة احتياجات الرياضي اليومية من العناصر الغذائية تخطيط برنامج التغذية بمهارة باعتبار أن الجسم لا يحتاج للغذاء لمجرد كونه وقودا” للطاقة وإنما لعمليات البناء المورفولوجي ( الشكلي والبنائي ( والاستشفاء .

تختلف حاجة الرياضي إلى العناصر الغذائية تبعا ” لاختلاف طبيعة الفعالية الرياضية ومتطلبات أدائها إذ تعد المواد الكاربوهيدراتية أساسية في جميع التخصصات الرياضية ولكنها تكتسب أهمية خاصة في رياضات التحمل بينما يتطلب الأداء المميز بالقوة والسرعة إلى عنصر البروتين والفيتامينات وكذلك تعد الدهون مصدرا” غذائيا” غنيا ” بالطاقة فقد يحتوي الغرام الواحد منها على (9) سعرات حرارية كبيرة بينما يحتوي الغرام الواحد من الكاربوهيدرات على (4) سعرات حرارية كبيرة وتتلخص وظائف الدهون الأساسية في توفير الطاقة أثناء العمل العضلي لفترة طويلة وحماية الأجهزة الداخلية من الصدمات وعازلا” للحرارة في حالة البرد وتقوم بنقل الفيتامينات وتزيد من شهية الطعام ولكنها تعد معوقا” للتخلص من حرارة الجسم في الأجواء الحارة .

ويحتاج الرياضي إلى تناول الفيتامينات ولو بكميات قليلة نسبيا” إذ أنها تؤدي دورا” مهما” في إنتاج الطاقة وبناء الأنسجة والتمثيل الغذائي ومقاومة الأمراض وتركيب الأنزيمات ونشاط الغدد الصماء وهضم المواد الغذائية وتزداد الحاجة إليها في حالة تغير الضغط الجوي ودرجة الحرارة كالتدريب والمنافسة في المرتفعات .

أما الماء الذي يعد العامل الأساس الثاني بعد الأوكسجين لحياة الإنسان فأنه يشكل الجزء الرئيس المكون لأنسجة الجسم والدم واللمف وجميع سوائل وعصارات الجسم الأخرى .

يجب أن تنظم عملية تناول الرياضي للماء تبعا ” لنوعية التدريب والجهد المبذول ونظام التغذية والظروف الجوية إذ أن نقص الماء يؤدي إلى زيادة لزوجة الدم مما يؤدي إلى زيادة العبء الواقع على القلب وجهاز الدوران كذلك يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من الإصابات يطلق عليها إصابات الحرارة منها التقلص العضلي والإجهاد الحراري.

وأخيرا” يتطلب من الرياضي خلال ممارسة التدريبات الرياضية والمنافسات صرف طاقة كبيرة يحصل عليها من تناوله للغذاء المتنوع والمتوازن من العناصر الغذائية الأساسية المختلفة ويجب على الرياضي أن يوازن بين كمية الطاقة التي يتناولها والمستهلكة فكلما زادت الأولى عن الثانية زاد وزن الرياضي وتراكمت الشحوم مما يؤدي إلى انخفاض المستوى أما إذا زادت الثانية عن الأولى أدى ذلك إلى فقدان الوزن وضمور العضلات مما يؤثر أيضا” سلبا” على قدرة الرياضي للأداء الصحيح .

الاستشفاء بالساونا والجلسات المائية :

تستخدم الساونا في المجال الرياضي وبمختلف أنواعه لتحقيق عدة أهداف منها التخلص من التعب الناتج عن الأحمال التدريبية والتوتر العصبي الزائد وزيادة الإحساس بالاسترخاء والهدوء وسهولة النوم وزيادة سرعة عمليات استعادة الاستشفاء وعلاج الإصابات الرياضية والتعود على التغيرات المصاحبة لتغيرات المناخ كإقامة البطولات في مناخ يتميز بارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة كما تستخدم الساونا كوسيلة للإحماء مع بعض التمرينات البدنية .

ويمكن مع الساونا استخدام بعض وسائل الاستشفاء الأخرى مثل الجلسات المائية في زيادة فاعليتها إذ تنفذ بواسطة استخدام الدوش بمختلف أنواعه من خلال طبيعة التركيب ودرجة حرارة الماء وقوة ضغطه أو بواسطة استعمال المغاطس المائية المختلفة فمنها المغطس الكلي للجسم أو لجزء من الجسم أو من حيث درجة حرارة الماء ومكونات الماء وفترة استخدام المغطس وأخيرا” يمكن تنفيذ الجلسات المائية من خلال استخدام الماء في تدليك الرياضي.

ويشير ” ريسان خريبط ” إلى القيمة الصحية للاستحمام فأنه يعد أحد وسائل استعادة الاستشفاء فالحمام الساخن بعد التدريب والمباريات والذي تتراوح درجة حرارة الماء فيه بين (30-35) درجة مئوية إذ يؤدي إلى تهدئة الجهاز العصبي المركزي ويخفض التوتـر العضلي الزائد ويسـاعد في ظهور الانتعاش والعافية وبموجب دراسة ” تاليشوف ” أن استخدام الماء الساخن والبارد بالتعاقب سيكون ذو تأثير اكبر.

ويضيف ” علي البيك وآخرون ” بأن استخدام حمام الأعشاب الطبية يساعد على التخلص من الدهون والعرق الزائد المتراكم على الجلد ويعمل على تهدئة الجهاز العصبي من خلال التأثير على نهايات الأعصاب ويتم ذلك بإضافة أعشاب طبية خاصة إلى ماء درجة حرارته تتراوح بين (35-37) درجة مئوية وتكون مدة الاستحمام فيه من(10-15) دقيقة أما استخدام التدليك المائي باستعمال مغطس خاص مجهز بمخارج للماء أو باستخدام الدوش فله تأثير مزدوج إذا ما وضع في الحسبان درجة حرارة الماء فضلا” عن التأثير الميكانيكي للماء إن استخدام الدوش الساخن يخفض من استثارة الأعصاب الخاصة بالإحساس والحركة ويرفع من شدة عمليات تبادل المواد أما الدوش الدافئ فأنه يحدث تأثيرا” مهدئا” في النواحي العضوية ونهايات الأعصاب فقد يحدث خفضا” في معدل استثارتها مما يشعر الرياضي بالراحة أما استخدام الدوش المختلط فيتم بالشكل الآتي :

- دقيقة واحدة ماء ساخن بدرجة حرارة (37-38) مئوية تعقبها (5-10) ثوان ماء بارد بدرجة حرارة (12-15) مئوية ويكرر لمدة (7) دقائق فأنه يعد وسيلة فعالة لاستعادة الاستشفاء.

والساونا إحدى الوسائل الفعالة للإسراع بعمليات استعادة الاستشفاء لاسيما في المراحل التي يتعرض فيها الرياضي لأحمال تدريبية ذات شدات عالية إذ أن استخدامها يؤدي إلى تغيرات ايجابية في المراكز العصبية العليا والى تغيرات بيوكيميائية داخل العضلات وتحسن سريان الدم بالأنسجة الطرفية وفاعلية كبيرة بارتخاء العضلات وسرعة التفاعلات الخاصة باستعادة الاستشفاء وطرح نواتج التفاعلات والسموم مع العرق الغزير خلال الساونا وان درجة الحرارة المثلى داخل الساونا بشـكل عام هـي (90) مئوية مع نسبة رطوبة تتراوح (5-15%) فيما حدد ” باليفسكي ) في بحثه عن تأثير حمامات الساونا على سرعة استعادة الاستشفاء بدرجة حـرارة تتـراوح (75-80) مئـوية ونسـبة رطـوبة (5-15%) وحصل على نتائج ايجابية خصوصا” عند استخدام التدليك بعد الساونا.

الاستشفاء بالتدليك :

يعد التدليك الرياضي احد الوسائل الفعالة للإسراع بعمليات استعادة الاستشفاء للرياضي من تعب التدريب ورفع كفايته البدنية والرياضية والتخلص من التوتر النفسي وعودة عمل الأجهزة الوظيفية للجسم للحالة الطبيعية .

وحدد ” ريسان خريبط ” نقلا” عن ( ايكوفا) أن كفاءة أداء العضلات المتعبة وتحت تأثير التدليك ليس فقط يمكن استعادتها إلى المستوى الأولى وإنما غالبا ” ما يتجاوزه بعد (10-15) دقيقة على التدليك وقد أظهرت نتائج عدد من الأبحاث أهمية الدور الكبير الذي يؤديه التدليك خلال عمليات استعادة الاستشفاء.

ويوضح ” علي البيك وآخرون ” نقلا” عن ( كونشينيف ) أن التدليك يستخدم في المجال الرياضي لتحقيق ثلاثة أغراض هي :
- الإسراع بعمليات استعادة الاستشفاء بعد التدريبات التي تحدث التعب الشديد .

-الإعداد للتدريب أو المنافسة ( الإحماء ) إذ يؤدي إلى الارتقاء بمستوى الكفاءة البدنية والوظيفية
-العلاج بعد الإصابة من خلال متخصص بالعلاج الطبيعي.

ويذكر ” إبراهيم سالم وآخرون ” بأن التدليك مجموعة من التأثيرات الوظيفية على جسم الرياضي منها :

-التأثير في الجلد : للتدليك تأثير ميكانيكي على الجلد ينحصر تأثيره السريع في اتساع الشعيرات الدموية والذي يصاحبه شعور شخصي بالدفء وهذا التأثير يكون دقيقا” ووقتيا” سرعان ما يزول بمجرد زوال رد الفعـل على الأوعية الدموية وكذلك للتدليك تأثير منظف على طبقات الجلد السطحية فيتخلص من الخلايا الميتة وكذلك يسهل عملية الإفراز الدهني للخلايا الدهنية في الجلد وينبه حركة السوائل فيه.

- التأثير في الدورة الدموية : يساعد التدليك العميق الدم الوريدي العائد بالوصول إلى القلب وبذلك يقل الضغط الدموي أمام الشرايين وبالتالي يمكن للدم أن يمر خلال الشعيرات الدموية بسرعة وكمية اكبر ويصل إلى الجزء الذي تحت التدليل بشكل أفضل.

- التأثير في عملية الامتصاص : تحدث عملية الامتصاص كلها تقريبا ” في الأمعاء الدقيقة والتي هي في حركة مستمرة ونتيجة لعملية التدليك تحدث زيادة في إفرازات الغـدد الخاصة بالقناة الهضمية وبذلك يساعد على هضم وزيادة التمثيل الغذائي والضغط الخارجي المتقطع للتدليك على البطن يدفع محتويات الأوعية اللمفاوية للأمعاء الدقيقة للأمام وهذا ما يساعدها في امتصاص العصارات الهضمية .
- التأثير في العضلات : تعـد العضلات الإرادية احد الأهداف الأساسية لعملية التدليك فقد أثبتت التجارب الوظيفية إن التدليك يزيد من قدرة العضلة على العمل والتخلص من التعب بشكل أسرع وانه يزيد من كمية الدم الواصل إلى النسيج العضلي وهذا ما يعمل على رفد العضلة بمصادر الطاقة الضرورية للعمل والتخلص من النواتج بشكل أفضل .

ويمكن أن يعد التدليك بديلا” جيدا” للتمرين كما هو الحال في حالات الإصابة والى أن تستعيد العضلة قدرتها على العمل إذ أن التدليك المنتظم والصحيح يمكن أن يحافظ على حجم وقوة العضلة ولو نسبيا” ويعمل على تحسين الدورة الدموية للعضو المصاب .

- التأثير في الجهاز العصبي : إن للتدليك قدرة على تجديد حيوية الأعصاب والحبل الشوكي وأجسام الأعصاب كما هو الحال في علاج التهاب الأعصاب أو المناطق المحيطة بها.

ويمكننا بواسطة التدليك أن نعمل على تنبيه نهايات الأعصاب الحسية والحركية لمختلف أجزاء الجسم فقد ينتقل هذا التنبيه إلى المخ عن طريق الألياف الحسية والحبل الشوكي ويعود مرة أخرى إلى الجزء الذي أرسل منه بواسطة مجموعة اخرى من الألياف العصبية وهذا ما نطلق عليه بالفعل المنعكس والذي له نتائج طيبة وجيدة في حالات الإجهاد العصبي .

وهناك ستة أنواع رئيسة لحركات التدليك وهي :

1. التدليك المسحي Effeurage
2. التدليك العجني Petrissage
3. التدليك النقري Tepotenene
4. التدليك الاحتكاكي Friction
5. التدليك الاهتزازي Shaking
6. التدليك الارتعاشي Vibration

ويقسم التدليك الرياضي في مختلف الاختصاصات الرياضية إلى الأنواع الآتية :

- التدليك التدريبي : وهو التدليك الذي يخضع له الرياضي خلال الموسم التدريبي لمساعدته في الإعداد البدني والنفسي للوصول إلى أعلى مستوى رياضي ممكن ويبدأ مع بداية المنهج التدريبي الموسمي للرياضي .

- التدليك الإعدادي للمباريات والمنافسات ( الاحمائي ) : وهو التدليك الذي يسبق المباريات والمنافسات مباشرة والذي يتميز بقصر مدته الزمنية والذي تكون أحد أهدافه الأساسية خفض التوتر النفسي للرياضي ويعد مكملا” ومساعدا ” للإحماء البدني عن طريق الهرولة والركض وتمارين الإطالة .

- التدليك وسط المباريات ( خلال فترة الاستراحة ) : ويسمى أيضا” بالتدليك الوسيط ويستخدم في أنواع الرياضات التي تتخللها فترات راحة زمنية مثل كرة القدم والسلة والطائـرة أو ما بين الأدوار المؤهلة للنهائيات كما هو في العاب الساحة والميدان ويكون التدليك لفترة وجيزة جدا” وسريعة وموجهة بصورة مباشرة إلى المجموعات العضلية المشاركة في الأداء ولهذه الطريقة تأثير نفسي ووظيفي واضح في الرياضي .

- التدليك بعد المباريات والبطولات : يستخدم هذا النوع من التدليك بعد المباريات والمنافسات خاصة ذات الجهد العالي إذ يساعد في سرعة عملية إزالة مخلفات التمثيل الغذائي للطاقة في العضلات واختصار مدة الاستشفاء والعودة للحالة الطبيعية للرياضي .


الاستشفاء باستنشاق الأوكسجين :

إن متطلبات إنتاج الطاقة خلال فترة الاستشفاء بعد التمرين تكون أقل منها أثناء فترة مزاولة التمرين لكن يظل استهلاك الاوكسجين مرتفعا” حتى بعد التوقف عن الاداء لفترة معينة من الوقت وهذا يعتمد على شدة الاداء وحجمه .

إن سبب استهلاك كمية كبيرة من الأوكسجين خلال مدة الاستشفاء يعود لاستثمار ذلك الأوكسجين لإعادة توازن الطاقة على ما كانت عليه في الجسم قبل التمرين وبناء مصادر الطاقة التي نفدت والتخلص من حامض اللاكتيك المتكون نتيجة التمرين.

ويؤكد ” علي البيك وآخرون ” أن لاستنشاق الأوكسجين دورا” مؤثرا” خلال تدريبات الشدة العالية والتي ترتبط بالدين الاوكسجيني الكبير فقد وجد إن استنشاق الأوكسجين بنسبة عالية خلال المجهـود يساعد على تقليل عدد مرات التنفس بمقدار (10-20 %. ).

ويضيف أن استنشاق الاوكسجين يزيد من الضغط الجزئي له في الدم الشرياني مما يعد ذو نفع للعضلات العاملة ولكن بعد الانتهاء من الاستنشاق يعود محتوى الدم الشرياني لطبيعته خلال ثوان معدودة وعليه فأن استنشاق الأوكسجين قبل بدأ الأداء ليس له أي تأثير ايجابي على المستوى وليس له دور مؤثر في تحسين التمثيل الهوائي للطاقة وإذا كان هناك مؤشرا ” أو دليلا” فأنه ضعيف جدا” أما في حالة استخدام الأوكسجين بعد الانتهاء من التدريب فمن الممكن أن يكون له تأثير نفسي أكبر من التأثير الوظيفي.

كذلك أكد ” ريسان خريبط ” على أن التنفيذ المكثف للتمرينات في النشاط الرياضي يحدث حالة عدم انسجام بين الطلب على الأوكسجين وبين استهلاكه وعندئذ سيحدث دين اوكسجيني وان هذا الدين الكبير ولفترة طويلة يعرقل من سير عملية الاستشفاء وهنا يمكن أن يفيد في هذا المجال ما يسمى بالعلاج الاوكسجيني والذي يعني إدخال جرعة إضافية من الأوكسجين إلى الدم من خلال الاستنشاق وان هذا الاستنشاق بعد أحمال كبيرة مثل سباق الماراثون والدراجات لمسافة تزيد على (100) كم وسباق التزلج على الجليد لمسافة(30-35)كم يظهر تأثيرات ايجابية أثناء مدة الاستراحة وحين يكون استنشاق الأوكسجين لفترة طويلة بما فيه الكفاية تتراوح من(30-60)دقيقة.
وهذا ما أكده كل من ” سكوت وادوارد ” بأن تنفس الأوكسجين قبل وبعد التمرين له تأثير قليل أو معدوم على الانجاز بينما تنفس الأوكسجين خلال التمرين يحسن من مستوى المطاولة.

وأضافا ربما يتحسن مستوى انجاز الرياضي بسبب اعتقاده بأن الغاز الذي يستنشقه يحسن من الانجاز لذا فأن الإيمان والاعتقاد بذلك يبدو له تأثير أكبر من تأثير الأوكسجين على ارتفاع المستوى.

أما رأي الكاتب في هذا الموضوع فهو ينحصر من أن استنشاق الأوكسجين بين المؤثرات التدريبية داخل الوحدة التدريبية وخلال فترة الاستراحة في المنافسات الرياضية له تأثير وظيفي واضح وخصوصا” في الأداء المميز بالدين الاوكسجيني الكبير إما بين الوحدات التدريبية فأن تأثيره النفسي أكبر من التأثير الوظيفي له .


الاستشفاء بالراحة الايجابية :

تعد فترات الراحة البينية من العوامل الأساسية والمهمة في تحقيق أهداف مكونات الحمل التدريبي تمتد الفترة الزمنية لهذه الراحة من بضع ثوان ودقائق بين التكرارات والمجموعات داخل الوحدة التدريبية إلى عدة ساعات وأيام وأسابيع بين الوحدات التدريبية والدورات التدريبية المختلفة فقد تختلف طبيعة الراحة المستخدمة في التدريب الرياضي ما بين الراحة السلبية والتي تعني عدم قيام الرياضي بأي نشاط أو أداء بدني حتى الأداء التالي وبين الراحة الايجابية والتي يؤدي خلالها الرياضي لأنشطة بدنية مختلفة بشدة أقل من المستخدمة .
وفي هذا المجال أكدت الكثير من الدراسات أن استخدام الراحة الايجابية يؤدي إلى سرعة الاستشفاء أكثر من الراحة السلبية ففي دراسة “Belcastro and Bonenslr ” ثبت زيادة الاستشفاء (100%) بعد دقائق من الأداء ثم زادت إلى (400%) بعد (20) دقيقة باستخدام الراحة الايجابية لمجموعة متسابقي الركض مقارنة بمجموعة أخرى استخدمت الراحة السلبية بالجلوس والرقود بجانب المضمار وتؤكد ذلك أيضا” نتائج دراسة كل من “Wilmore and Costill , 1988 ” لمقارنة مجموعتين قاما بأداء تدريب بدنـي حتى التعـب إذ قامـت المجموعة الأولى بالركض الخفـيف بعد الأداء وبشـدة ( 50-60%) من الجهد المبذول بينما قامت المجموعة الثانية بالراحة السلبية فتوصلت النتائج إلى ضعف سرعة التخلص من حامض اللاكتيك لدى المجموعة الأولى والتي قامت بالراحة الايجابية مقارنة بالمجموعة الثانية.

وهذا ما أكده كل من ” إبراهيم السكار وآخرون “و ” ريسان خريبط وعلي تركي”إذ أشاروا إلى أن العوامل التي تزيد من سرعة التخلص من حامض اللاكتيك ( الذي هو أحد أسباب التعب العضلي ) هو بأداء تمرينات خفيفة خلال فترة الاستشفاء وأطلق عليها تمرينات التهدئة والاستشفاء وقد وجد أن أفضل شدة لأدائها عند مستوى (50-60%) من الحد الأقصى لاستهلاك الأوكسجين حسب رأي ” إبراهيم السكار وآخـرون ” ومـن (50-65%) حسب رأي ريسان خريبط وعلي تركي. وهذا يرتبط بمستوى الحالة التدريبية للرياضي

الاستشفاء بالأعشاب الطبية :

إن استخدام الأعشاب الطبية لزيادة كفاية الأداء البدني أمرا” قديم جدا “ إذ تشير الدراسات والبحوث التاريخية والآثار التي عثر عليها إلى استخدامها الواسع من قبل الملوك والقـادة ورجال الدين والجيـوش في العصـور المصرية القديمة ( الفراعنة ) والرومان والإغريق والبابليين والاشوريين والصينين والهنود وغيرهم لزيادة القوة والقدرة على التحمل والمحافظة على صحة وسلامة الجسم .

فقد ذكر إن حمام الملك ” نبوخذ نصر ” في قصور بابل كانت تخلط مياهه بزيت الريحان والورد والقداح وطلع النخيل إذ تساعد هذه الزيوت على الارتخاء العضلي والتخلص من السموم المتراكمة في مسامات الجلد ويستعمل التدليك في زيوتها لتنشيط الدورة الدموية لدفع السموم داخل الجسم الى الكلى والرئتين للتخلص منها وطرحها خارج الجسم.

وكذلك يلاحظ في الوقت الحاضر الزيادة الكبيرة في البحوث العلمية لاستخدام الأعشاب الطبية في المجالات المختلفة ومنها الرياضي ووفرة منتجاتها في الأسواق لغرض التشجيع على استخدامها بدلا” من العقاقير الطبية والمنشطات الممنوعة والتي لها الكثير من الآثار الجانبية السلبية على صحة الرياضي وسلامته والجوانب الأخلاقية والتربوية له .

ومن الأعشاب الطبية المستخدمة في هذا المجال والتي تمتاز بوفرتها في الأسواق المحلية ورخص ثمنها وسهولة استخدامها هي :

- الجت :-
أكد الباحث ” فرانك باور ” والذي يطلق عليه ( ابو الجت ) أن هذا النبات يعمل على تنشيط إفرازات الغدة النخامية لاحتوائه على الأنزيمات المنشطة لكافة فعاليات الهضم والامتصاص والتمثيل الغذائي في الأنسجة المختلفة وهو غني بمادة الكالسـيوم والفسـفور فضلا” إلى احتـواءه على كمية كبيـرة من فيتاميـن (D و C) كذلك ثمانية أنزيمات محفزة للنشاط العام والهضمي خاصة ومن استعمالاته منشط للكلى وفاتح للشهية ومنظم لحركة الأمعاء وتفريغها المنتظم وعلاج آلام المفاصل والظهر
 كذلك يزيل الجت والسموم وتأثيراتها من الجسم ويعادل الأحماض ويحتوي على جميع المعادن والفيتامينات المعروفة عند الإنسان لذا يطلق عليه(ابو الغذاء) ويساعد على معالجة فقر الدم والتهاب المفاصل والتشنج العضلي وزيادة نشاط الكلية والكبد ومحفز للشهية ومغذي عام وغيرها من الفوائد.
- الهندباء :- يعد نبات الهندباء هاضما” جيدا” إذ يساعد الكبد على هضم المشروبات والمأكولات ويعمل على تخلصه من الفضلات والسموم وكعلاج لفقر الدم والكلية والروماتيزم.
ويقول ” Jack Ritchason ” ان الهندباء غني بالصوديوم العضوي وفيتامين (A) ويعمل على تنشيط وتقوية الجسم عموما” وينفع في معالجة فقر الدم ونقص السكر ويساعد الكبد في عمله وتصفية الدم وزيادة القدرة على التحمل وإزالة التعب ومحفز للشهية.
وذكر أيضا” بأنه يساعد على الهضم ومقوي عام وملطف للأغشية المخاطية وطارد للغازات.
وقيل ان دواعي استعماله للشكوى من عسر الهضم والكبد والمرارة وفقدان الشهية 
-الارقطيون :-
يعد نبات الارقطيون أحسن منظف لأنسجة الجسم من السموم المترسبة فيها وكذلك منظفا” لجهاز الهضم ولكثير من الأمراض الجلدية وأنه من أفضل الأطعمة المطهرة والمنظفة ويخلص الدم بسرعة من الملوثات والسموم والمواد القذرة ويساعد الكبد في عمله.
ويستعمل خلال الوعكات الصحية ( المرض والألم ) والشكوى من الجهاز الهضمي ويعمل على تطهير الدم وتخليص الجسم من السموم بالتعرق والإدرار.
- الجنسنغ :-
يستعمل الجنسنغ كمقوي عام وزيادة الشعور بالنشاط وإزالة الخمول والتعب ويزيد من قابلية العمل والتركيز ويسرع في استعادة الشفاء( النقاهة ) وهو من الأعشاب التي تعمل على تحسين اللياقة البدنية للفرد مع لقاح النحل.
- لقاح النحل :-
ينصح اخصائيو التغذية بتناول لقاح النحل بوصفه الطعام الأكمل على وجه الأرض لاحتوائه على الحامض النووي (R.N.A وD.N.A) وأنه يعمل على توليد الطاقة وإطالة العمر والوقاية والعلاج من الحساسية والربو .

 
المراجع والمصادر المستخدمة
(1) ابو العلا عبد الفتاح º الاستشفاء في المجال الرياضي .
(2) ابراهيم سالم السكار ( وآخرون ) º موسوعة فسيولوجيا مسابقات المضمار .
(3) ريسان خريبط مجيد وعلي تركي مصلح º فسيولوجيا الرياضة .
(4) ريسان خريبط مجيد º تطبيقات في علم الفسيولوجيا والتدريب الرياضي : عمان دار الشروق للنشر والتوزيع 1997 .
(5) هاشم عدنان الكيلانيº الاسـس الفسـيولوجية للتدريبات الرياضية . ط1: ( الكويت مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع 2000 ( .
(6) علي البيك ” وآخرون ” º راحة الرياضي .
(7) ريسان خريبط مجيدº التعب العضلي واستعادة الشفاء للرياضيين .
(8)Scott K . pouers – Edward T . Howley ; Exercise physiology . fourth edition : U.S.A published by Mc Graw – Hill companies , 2001 ) p. 485 .
(9) Scott K . pouers – Edward T . Howley ; 1 bid , p. 480 .
(10) لميعة مهدي الحكيم º الاعشاب وصحة المجتمع : ( بغداد مطبعة شفيق 1989
(11) لميعة مهدي الحكيم º الاعشاب وصحة المجتمع . المصدر السابق .
(12) Jack Ritchason , N.D ; The Little herb Encyclopedai Revised : ( Utah , Woodland Health books , 1982 )
(13) Bahriya AL-Janabi ; Herbs and spices in our Life : ( London , printed by short Run Pers Ltd , 1988 )
(14) Jack Ritchason , N.D : op.cit , p. 53 .
(15) النباتات الطبية والعطرية والسامة في الوطن العربي : جامعة الدول العربية / المنظمة العربية للتنمية الزراعية . الخرطوم . 1988
(16) P.D.R for Herbal Medicines ; 1 st edition : ( U.S.A , pubished by Medical Ecomics company , N.J , 1998 ) p.1175
(17) Bahriya AL – Janabi ; op. cit , p.33-34 .
(18) Jack Ritchason , N.D : 1 bid , p. 49
(19) P.D.R , op.cit , p. 656
(20) P.D.R 1 bid , p. 1009-1010
(21) Jack Ritchason , N.D; op . cit , p. 84
(22) Jack Ritchason , N.D : 1 bid , p. 45

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 comments:

back to top