الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

العمر الزمني والعمر البيولوجي

نشرت من طرف : محمود سهيل الحلو  |  في  5:05 ص

إن هذا الموضوع يجيب على الأسئلة التالية :

العمر الزمني والعمر البيولوجي
1- هل أن العمر يتحدد بعامل الزمن من ناحية السنين و الأشهر و الأيام ؟
2- هل هناك محددات أخرى للعمر ؟
3- ما هي أهم النظريات التي تطرقت إلى التقدم بالعمر ؟
4- هل يمكن إيقاف تدهور الأجهزة الجسمية نتيجة التقدم بالعمر أو على الأقل السيطرة على حدة تدهورها ؟

إن الطريقة الطبيعية والمتبعة لتحديد العمر هي استخدام السنوات والأشهر والأيام التي عاشها الفرد وحسب التقاويم المختلفة . وقد ظهر أن استخدام التقويم الزمني لا يعطينا مقدار التقدم بالعمر من الناحية البيولوجية وهذا يعنى أن شخصان بالعمر نفسه ولكنهما يختلفان بالعمر البيولوجي . وسوف نتطرق إلى ذلك من خلال تحديد العمر من مختلف الزوايا.

Apchinagymnast
العمر الزمني Chronological Age
العمر الزمني يعنى الفترة الزمنية التي عاشها الفرد وعادة تحدد منذ تاريخ الولادة . إن هذا التحديد لا يأخذ بعين الاعتبار العوامل الفسيولوجية والاجتماعية والنفسية . إن هذا المقياس لا يمكن الاعتماد عليه بشكل فعال ولذلك يميل الأخصائيون إلى اعتماد أكثر من مقياس لتحديد الكفاءة العمرية.(Functional age )
العمر الحيوي Biological Age
العمر الحيوي يركز على الحالة البيولوجية والفسيولوجية . إن هدف قياس العمر الحيوي هو لتحديد هل أن الفرد اكبر أم اصغر من عمره الزمني بالاعتماد على المعدل الطبيعي للعمر الزمني للإنسان . فقد يكون فردا مهتما بصحته ومواظب على النشاط البدني يتمتع بأجهزة حيوية داخلية أفضل من معدل عمره الزمني في حين قد يكون فردا آخر معتل الصحة ويعانى من أمراض كثيرة و له عمر بيولوجي اكبر من عمره الزمني . على هذا الأساس فقط ظهرت عدة بطاريات لحساب و قياس العمر الحيوي . إن اغلب هذه البطاريات تقيس مختلف المتغيرات البيولوجية القابلة للتدهور نتيجة تقدم العمر .
العمر النفسي Age Psychological
ويعنى قدرات الفرد الذهنية والنفسية والتي تحوى الثقة بالنفس self-esteem والكفاءة الذاتية self-efficacy علاوة على التعلم و الذاكرة و الإحساس . فمن الممكن أن يكون شخصان لهما العمر نفسه ولكنهما يختلفان في العمر النفسي . وقد نلاحظ بعض الأفراد يتصرفون بشكل أما بعمر اقل من عمرهم الزمني أو أكثر من عمرهم الزمني مقارنة مع أقرانهم . ومن الواضح بان الصحة النفسية تعكس الإحساس بالثقة .
العمر الاجتماعي Social Age
وتعنى محددات التصرف المناسبة لكل فترة عمرية . إن لكل مجتمع محدداته الخاصة به. نحن نستخدم هذه المحددات الاجتماعية لقياس سلوك الفرد فيما لو كان مناسبا
لعمره الزمني أم لا . ومن الواضح أن المحددات الاجتماعية تلعب دورا مهما في تحديد خيارات نمط الحياة عند التقدم بالعمر . فمثلا ممارسة النشاط البدني يعتبره بعض المتقدمين بالعمر لا يلائم أعمارهم والبعض الأخر يعتقد انه لا يستحسن ممارسة النشاط في الحدائق العامة .
النظريات البيولوجية حول التقدم بالعمر Biological theories of aging
إن التقدم بالعمر لا يتحدد بعامل بيولوجي واحد فقط وإنما بعدة عوامل لمختلف الأجهزة البيولوجية عند الإنسان . وقد صنف hay flick 1985 هذه النظريات إلى ثلاثة أصناف
1- نظريات الانشطار الخلوي theories aging cellular
إن هذه النظريات تركز على التغيرات الخلوية خلال التقدم بالعمر والتي تكون واضحة تحت التحليل المجهرى .
2- النظريات الجينية genetic aging theories
هناك دليل واضح من خلال دراسة التوائم بان التغيرات الجسمية نتيجة التقدم بالعمر تعتمد على ميكانزم الجينات mechanisms genetic . وتقترح هذه النظريات بان التقدم بالعمر يحدث نتيجة التدهور المتنامي لل DNA. إن هذا التدهور يؤدى إلى عرقلة قابلية الخلية للنمو و التجديد .
3- النظريات الضابطة والمعتمدة theories control aging
إن هذه النظريات تفسر التقدم بالعمر حسب الوظائف الخاصة للأجهزة الجسمية المختلفة. إن جهاز المناعة immune system هو مثال واضح حيث تتحدد كفاءته النوعية والكمية عند التقدم بالعمر .
الفروق الفردية والتقدم بالعمر individual differences and aging
رغم أن التدهور الجسمي خلال التقدم بالعمر هو ظاهرة طبيعية عند البشر ولكن هناك فروقات واضحة بين الأفراد لمعدلات التدهور . على سبيل المثال فان قياس السعة الحيوية والنتاج القلبي يقل بتقدم العمر ولكن الفرد الذي يتمتع بصحة جيدة ومواظب على التمارين البدنية لا تنحدر كفاءته الحيوية إلا قليلا نتيجة تقدم العمر .
نمط الحياة والتقدم بالعمر life style intervention and aging
كان من المتعارف عليه في القرون الماضية بان العوامل الوراثية تلعب دورا مهما في تحديد عمر الفرد . وفى السنوات الأخيرة ظهر أن العوامل البيئية تلعب الدور الاساسى في عملية التقدم بالعمر . إن اغلب الدراسات التي أجريت على المسنين وذوى الأعمار المتقدمة توصلت إلى أن التغذية الجيدة وعدم التدخين والتدريب البدني هي محددات أساسية لعمر الإنسان .
وخلاصة الموضوع فان قياسات الأجهزة الجسمية المختلفة يمكن أن تتغير و تتحسن حتى في الأعمار المتقدمة (بعد الأربعين) .فمثلا يمكن تحديد كفاءة الأجهزة الجسمية المختلفة مثل القلب والسعة الحيوية عن طريق تحليل الدم لشخص معين ثم يخضع هذا الشخص لنظام غذائي صحيح وجدول أسبوعي للنشاط البدني لفترة ثلاثة أشهر وبعد ذلك يحلل الدم مرة ثانية . إن النتائج سوف تكون مفرحة جدا مما تدفع ذلك الفرد على الاستمرار بالتغذية الصحيحة والنشاط البدني.
إليك هذه الحقيقة الطبية : العمر الزمني ليس له سوى علاقة بسيطة بالسن البيولوجي , وكمثال على ذلك هل تعرف شخصا عمره 40 سنة وهو يبدو ويتحرك كما لو أنه في سن العاشرة أو العشرين من العمر , وهل قابلت شخصاً في السبعين من العمر , وهو يتصرف ويبدو مثل ابن الأربعين أو الخمسين ? وكم من الأشخاص نعرف من أولئك الذين يتحدون السنوات ويبدون كما لو أنهم قد أصبحوا أصغر سناً , والعكس صحيح . إذن فإن العمر البيولوجي وليس العمر الزمني هو الذي يحدد المدة التي تعيشها ونوعية الحياة التي تعيشها من حيث الصحة , ولذلك فإن عمرك البيولوجي هو الذي يجب أن يلقى اهتماما من قبلك .
الأخبار الحسنة والأخبار السيئة :
الأخبار السيئة هي انك لا تستطيع أن تفعل شيئا تجاه عمرك الزمني , أما الأخبار الجيدة فهي أن تقدمك بيولوجيا في السن يمكن أن يكون عملية بطيئة تتحكم بها مشيئة الله عز وجل , وفي الحقيقة فإن العمر البيولوجي يمكن إيقافه في العديد من الحالات , ولدينا العديد من الشواهد العلمية التي تثبت إمكانية ذلك . انظر مثلاً إلى الآثار الإيجابية للتمارين ” فريد قاش ” الذي يبلغ الثمانين من العمر هو رئيس مختبر التمارين الفسيولوجية في جامعة سان دييغو , تتبع تأثير التمارين على مجموعة تتكون من (12) رجلاً لمدة28) سنة) (وهي أطول دراسة عرفناها ) .
أحد الرجال في الدراسة لم يزدد باوندا واحدا خلال (30) عاما وضغط الدم لديه بنفس المستوى الذي كان عليه قبل 30عاما , كما أن طاقة الرئتين والقلب مشابهه لتلك القوة التي يتمتع بها شابفي (27) عاما من العمر . مشترك آخر في الدراسة الطويلة حقق قوة حركية أفضل (وهي التي وصفها قاش بأنها قدرة الرئتين والقلب على إيصال الأوكسجين إلى الدم والعضلات ) . إن جميع الأبحاث العلمية , كما يقول بعض المختصين تفيد بأن الإنسان لا يجوز أن يشعر بالقلق من التقدم إلى سن الخمسين أو من أنه سيبقى بقية عمره مع المرض والحزن الذي ارتبط بعملية الشيخوخة , وهذا يعني مثلاً أن الشاب الذي يبلغ من العمر (35) عاما ويدخن ويتناول الكحول فإن عمره البيولوجي قد يكون (60) عاما .
يمكنك أن تضبط الساعة البيولوجية :
لقد أثبتت العديد من الدراسات بأنك تستطيع أن ترجع عقارب الزمن بالتمارين ,بتغيير النظام الغذائي , بالاستخدام المنظم للفيتامينات والمعادن , بتناول الأعشاب المفيدة , بإتباع طرق التنفس الصحيح , إزالة السموم المتراكمة في الجسم , استخدام بعض تمارين الاسترخاء , التغلب على التوتر , ويقول المختصون إن التمارين هي الشيء الذي يمكنك أن تقوم به إذا أردت تجنب النوبات القلبية والأمراض القاتلة الأخرى , وقد أثبتت الدراسات أيضاً بأنك تستطيع أن تبطئ أو تعكس النمو البيولوجي أيضاً بالتمارين , ونورد لكم أمثلة على (10) من سكان بوسطن طلب منهم أن يمارسوا رفع الأثقال من (10 – 20دقيقة) في كل مرة , وخلال ثمانية أسابيع فقط اكتسب هؤلاء الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم من (86 – 96) عاماً ضعف الطاقة التي كانت لديهم .
إن التمارين تعمل أكثر من مجرد تعزيز قوتك , فهي لا تؤثر على العضلات فقط ,إذ إن جزء من عملية الشيخوخة هو ضعف جهاز المناعة , وهو الجهاز الذي يحمي الجسم من الأمراض الشائعة وغير الشائعة . وهناك أعراض أخرى قد لا تعني تقدم السن وهي فقدان الذاكرة وانخفاض القدرة على حل المشكلات , وللرياضة القدرة على تحسن حالتك الصحية أمام تلك الأعراض , ولكن التمارين الرياضية ليست الشيء الوحيد الذي تستطيع القيام به , إذ أن التأمل والسيطرة على التوتر تخفض من احتمالات وقوعك ضحية للعديد من الأمراض التي تقصر العمر بما في ذلك النوبات القلبية والسرطان

التسميات :

شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة

0 comments:

back to top